تلقيت اتصالا هاتفيا قبل أيام من أحد المواطنين العائدين بعد قرار حظر الطيران، قبل أن تعود الرحلات والحمد لله بعد التنسيق بين الخارجية وممثليتها في لندن.
وجاء الاتصال ليكون نواة هذا المقال الذي أضعه بين أيديكم قرائي الأعزاء، فمنذ أن بدأت جائحة كورونا في العام الماضي كتبت كثيرا عن الجهود التي قامت بها الحكومة الكويتية في الداخل والخارج، وعنونت ما بين السطور المطالب التي يريدها الكويتيون وخصوصا العالقون منهم، وكانت اللفتات الكريمة من سمو الأمير الراحل قائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، وأنزله المولى منازل الشهداء والصديقين محققة، حتى رجع آخر كويتي عالق حول العالم.
ولابد أن أكتب عن هذا المجهود العظيم، لا سيما ونحن في عهد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد «نواف الخير» الذي قطع عهدا بالسير على خطى الأمير الراحل قائد الإنسانية، كما أن سموه عاهد الشعب على النهضة ومكافحة الفساد وتنظيم هيكل الدولة ليقوى ويشتد عوده في الداخل والخارج بما يستوجب على كل القطاعات السمع والطاعة والالتزام والتقيد دوليا كعضو كويتي فاعل له مكانته في المجتمع الدولي وعلى كل حال كانت الإشادات بإجراءات الدولة جراء مكافحة الوباء والمحافظة على حياة أبناء الشعب في الخارج محط احترام وتقدير من المواطن والمقيم والمجتمع الدولي.
ولابد لنا ألا نغفل عن التمثيل الكويتي في الخارج وأقصد القنصليات الكويتية التي قامت مشكورة بخدمة أبناء الوطن بكل إخلاص وسرعة وواجهت التحديات التي كانت تحيط بكل دول العالم جراء كوفيد-19، بمنهجية وزارة الخارجية المعهودة بدءا بالمناشدات بالتقيد بالإرشادات الصحية وكانت البيانات متتالية فيما تصب في مصلحة الجالية الكويتية في الخارج.
وإيمانا مني بأن الإعلام الرسمي يجب أن يسلط الضوء على عمل ممثليات دولة الكويت الدؤوب في الخارج أكثر وأكثر، فكان هذا الاتصال من الصديق العزيز بعد عودته إلى أرض الوطن بمثابة الإشادة بالتوجيهات السامية والتزام القنصليات الكويتية بتنظيم خط سير العالقين والاتصال الفوري بهم وتنظيم الرحلات لإجلائهم وخصوصا الرحلات القادمة من لندن حيث تعاملت القنصلية الكويتية بالتنسيق والتنظيم لعودتهم إلى البلاد، أي نقل المواطنين الكويتيين العالقين وأقاربهم من الدرجة الأولى والخدم المرافقين لهم بشكل مباشر من هذه الدول دون الحاجة إلى قضاء 14 يوما في الحظر خارج الكويت، وعليه، فهذا الاتصال وما تابعه من التقيد الديبلوماسي بأوامر صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد دفعني إلى عميق الامتنان لوتيرة عمل قنصلياتنا في الخارج والرعاية الديبلوماسية بالتنسيق مع طيران البلدان حول العالم وإعادتهم إلى رحاب الوطن، كانت ومازالت الخارجية الكويتية سباقة في نجدة المستغيث وإغاثة الملهوف من أبنائها تحت قيادة سمو أمير البلاد نواف الخير لتبقى الخارجية الكويتية الوتد الضارب بعمق الوطن أمام المجتمع الدولي وفي ضمير كل كويتي.
